بوابة إخبارية مستقلة | تأسست فى 2012
Search

أطفال غزة يشربون من البحر ويتعرضون لحرب الإبادة وتجويع

أطفال غزة


أنا شربت ميه حلوة أخيراً قالتها إحدى سيدات غزة بصوت مبتهج ممزوج بتنهيدة، وهي تتحدث إلى ابنها في اليوم الرابع والعشرين من اندلاع الحرب في غزة .. كان حديثها معه عبر الهاتف، بعد أن دمرت الحرب منزلهم، فصارت هي مقيمة في مكان، وابنها خالد في مكان آخر.

تمكن خالد من الاطمئنان على والدته بعد 50 محاولة للاتصال في ظل صعوبة التواصل داخل غزة عبر الهاتف، ونشر تفاصيل المكالمة على حسابه على فيسبوك وأضاف شارحاً حاله هو ومن حوله: أكثر من 25 إنساناً يتشاركون زجاجتَيْ ماء كل فترة طويلة والمياه التي نشربها في أغلب الأحيان غير صالحة للشرب وأحياناً نملأ الزجاجات من ماء البحر ..

أطفالي يعانون من تقلصات في المعدة وقيء وإسهال، اكتشفتُ أن السبب هو الماء الذي نشربه يومياً والذي نقف في طوابير لساعات لنحصل عليه .. هذا ما قالته إيمان بشير، وهي أمٌ لثلاثة أطفال، موضحة أنها منذ نزوحها إلى جنوب قطاع غزة، مبتعدةً عن نيران الحرب التي تدور رحاها في الشمال، وهي تعاني للحصول على ماء نظيف بلا جدوى..

وكتبت إيمان على موقع إكس، تويتر سابقاً، أنها كانت تُرجِع ما أصاب أطفالها من أعراض مرض، إلى النوم على الأرض أو تغير الطقس، لكنها فوجئت حين علمت أن مياه الشرب هي السبب وأعربت إيمان عن خوفها من تدهور صحتها هي وأطفالها لا سيّما في ظل قلة الخدمات الطبية، مضيفة: علمتُ للتو أن هذا قد يؤدي إلى تليف الكبد والفشل الكلوي، ونحن نشرب من هذه المياه منذ 15 يوماً .. متابعو إيمان على الإنترنت، اقترحوا عليها أن تغلي المياه أملاً في تحسين جودتها قبل الشرب، لترُدّ إيمان بأنها كانت تبني الآمال على جرة الغاز التي تركتها في منزلها في الشمال، لكنّ الحرب أدت إلى قطع طريق العودة..

وأوضحت، في تغريدة على موقع إكس، أن عدد أسطوانات الغاز الموجودة في المكان الذي نزحت إليه محدود، وتعتبر أن استخدامه من أجل أطفالها في مكان يعيش فيه 40 إنسانا هو أمر أنانيٌ بعض الشيء ورفاهية غير متاحة في ظل الحياة في غزة ..




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *