عندما أُجريت لميرهان خليل، وهي مريضة بالسرطان، عملية زرع نخاع عظمي وخضعت لعلاج كيماوي في 2012، بدأ شعرها يتساقط عندما كانت تغتسل. لكنها انضمت يوم السبت الماضي لورشة عمل في القاهرة لتعليم مريضات السرطان كيفية إخفاء آثار علاج المرض.
وقالت ميرهان (46 عاما) التي تعاني من سرطان بلازما الدم ”بيفرق جدا نفسيا… إن إحنا نفضل حاسين إن شكلنا حلو ومفيش حاجة حصلت. الدوا ما أثرش (لم يؤثر) ولا حتى الزعل (الحزن)“.
وتُنظم ورشة العمل هذه في إطار برنامج مطبق بالفعل في لبنان وفي الإمارات باسم ”كُن جميلا“ سيُدشن هذا الشهر في سبعة مستشفيات على الأقل في مصر ويُعلِّم البرنامج مريضات السرطان كيفية التزين كما يسعى لرفع روحهن المعنوية وتحسين حالتهن النفسية وتعريفهن بالتغذية الأفضل لحالاتهن.
وقالت هنادي الإمام التي أسست مؤسسة هدى الإمام (كن جميلا) القائمة على هذا البرنامج ”لما مريضة السرطان تشعر بأنها جميلة وبتتغذى بشكل مناسب… هذا بيؤثر بشكل إيجابي على نفسيتها… اللي بيصير إن مناعتها بتعلى… فتقدر تقاوم المرض بشكل أفضل“ وأضافت أن المؤسسة تستهدف تنظيم ورش عمل في خمس محافظات مصرية في غضون عام.
وقالت مريضة بسرطان الثدي تدعى فاتن فوزي إنها شعرت وكأن شعرها قد احترق بعد العلاج الكيماوي. وفاتن ضمن خمس مريضات يتلقين تدريبا على كيفية عمل زينة كاملة بفندق في القاهرة وأضافت فاتن (46 عاما) لرويترز ”روحت للكوافير بتاعي حلق (قص) الباقي خالص وأنا حالتي النفسية مدمرة وبعيط (أبكي)… بعد كده روحت حطيت بقه باروكة (شعر مستعار) نفس لون شعري وقصة شعري وبقيت أتحرك بالباروكة لحد وقت قريب وكان مش باين علي خالص إن أنا عندي كانسر (سرطان)“.
وأردفت فاتن التي تخلت، في الآونة الأخيرة، عن الشعر المستعار قائلة إنها ما زالت ترسم حواجبها وتعتني بزينتها المعتاد لأن ذلك يجعلها تشعر بتحسن وقالت غادة صلاح التي أصيبت بسرطان الثدي في عام 2013 إنها بدأت تجربة أنواع مختلفة من الشعر المستعار والقبعات الملونة بعدما تساقط شعرها بفعل العلاج الكيماوي.
وأضافت ”إن شكلي مبهج مش شكلي عيان ده كان بيبقى ليه تأثير كويس على نفسيتي ونفسية الناس اللي حواليا (حولي)“ وقالت دينا عمر، وهي طبيبة قلب وواحدة من مؤسسي المبادرة، إن المنظمين يأملون أن يقدمن الخدمة لخمسة آلاف امرأة مصرية في السنة الأولى.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن السرطان مسؤول عن حالة وفاة بين كل ست حالات وفاة في العالم، وإن نحو 70 في المئة من حالات الوفاة بسبب السرطان تحدث في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.