بوابة إخبارية مستقلة | تأسست فى 2012
Search

غالية بنعلي تقدم دور الأم في أول أعمالها السينمائية

غالية بنعلي


في أول أعمالها السينمائية تقدم المغنية التونسية غالية بنعلي دور الأم في فيلم (فتوى) الذي يتناول قضية التطرف الديني والصراع بين ”التنويريين والظلاميين“.
اشتهرت غالية بإعادة تقديم الأغاني الطربية لكبار الفنانين بأداء صوتي مميز وتوزيع موسيقي حديث مصحوبا بأداء حركي راقص على المسرح. ومن أبرز الراحلين الذين تتغنى بأعمالهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.

وفي دور يخلو تماما من الغناء والموسيقى تقدم غالية (50 عاما) شخصية مناضلة سياسية منفصلة عن زوجها الذي يعيش في فرنسا ولديهما ابن وحيد يموت فجأة في حادث دراجة نارية فيعود الأب إلى تونس لدفن الابن، لكن أثناء اقتفاء آثار أيامه الأخيرة يكتشف الأب أن وراء الحادث جريمة دبرها متشددون إسلاميون استقطبوا ابنه.

تدور أحداث الفيلم عام 2013 حيث كان الصراع في أوجه بين التيارات السياسية المختلفة في تونس بعد عامين من الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي وهو العام ذاته الذي شهد اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد براهمي.

وبتطور الأحداث يتضح أن الموقف السياسي للأم المناهضة للتشدد الديني وإصدارها كتابا يفند الكثير من الأفكار والآراء المغلوطة للمتشددين كان سببا رئيسيا في قتل الابن وإصدار تنظيمات سرية ”فتوى“ بهدر دم أمه.

وفاز الفيلم قبل أسبوعين بجائزة التانيت الذهبي لمهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس كما فاز بطله أحمد الحفيان بجائزة أفضل ممثل وفي عرضه يوم الأربعاء بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي قالت غالية بنعلي ”شاهدت الفيلم لأول مرة في بلجيكا وكان رد فعل الجمهور في صالة العرض.. سكوتا تاما“.

وأضافت ”ثاني مرة شاهدت الفيلم كانت في تونس، والحقيقة أن الجمهور التونسي استقبل الفيلم بحفاوة وصفق له كثيرا. هذه ثالث مرة أشاهده لكن مع الجمهور المصري بمهرجان القاهرة السينمائي“.

وعن دورها في الفيلم قال مخرج العمل محمود بن محمود إن دور الأم وإن كانت مساحته على الشاشة أقل من دور الأب إلا أنه مع الوصول للنهاية يتضح أن موقفها السياسي والأيديولوجي كان هو المحرك للأحداث.

وقال في ندوة مع الجمهور أعقبت عرض الفيلم الذي أنتج بتمويل تونسي بلجيكي مشترك ”في أوروبا كانت هناك أطراف مرشحة لتمويل الفيلم سابقا تُفضل أن يسند دور البطولة للأم باعتبار أن الفيلم يجسد صراعا ثنائي الأقطاب بين التنويريين من ناحية والظلاميين من ناحية أخرى لكني لم أوافق على تعديل السيناريو بهذا الشكل“ وأضاف ”نمط التفكير السائد في الغرب أنه بما أننا في بلاد إسلامية فإن المضطهدة الأولى هي المرأة، وبالتالي يجب أن تكون المرأة في صدارة المقاومة“.

وتابع قائلا ”لم يكن هذا قصدي ومرادي من وراء الفيلم، أردت أن تكون الفكرة الرئيسية هي رسم بورتريه لرجل مسلم عادي هو الذي يواجه. ورغم شعور المشاهد بغياب الأم عن الشاشة في وسط الفيلم إلا أنها تعود لتبرز في النهاية ويتصل الخطان ببعضهما البعض، خط المسلم التقليدي والسياسي المقاوم“.

ويتنافس فيلم (فتوى) ضمن ثمانية أفلام بمسابقة (آفاق السينما العربية) في مهرجان القاهرة السينمائي الذي يسدل الستار عليه يوم الخميس.