منذ تكليفه بحقيبة وزارة التربية والتعليم وهو مثار جدل كثير .. تصريحاته التي يعتبرها بعضهم إستفزازية والتي لا يخلو معظمها من زلة لسان أو خانني التعبير أو مش قصدي ربما كانت القاسم المشترك .. تكراره المستمر بأنه مسنود .. قراراته وتصريحاته التي ربما يفهم منها نظرة تعالي مثل وصفه موظفي ديوان عام الوزارة بالحرامية وان الديوان به 8 آلاف موظف لا يعرف منهم سوى 7 فقط جعلت كل العاملين بالوزارة والمدارس والإدارات في حالة استنفار .. فربما تسلل إليهم إحساس بأن الوزير يتعامل معهم على أنهم مواطنون درجة ثانية !!
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم تحول إلى أيقونة مثيرة للجدل … كل تصريحاته وقراراته الأحادية وإنفراده بوجهة نظر أحادية إستنكارية تجاه المعلمين وإصراره على عدم التعامل إلا مع مستشاريه الذين عينهم على رأس العملية التعليمية فرضت جدار عازل بين الوزير والقائمين الفعليين على العملية التعليمية .. والنتيجة الوزير في وادي هو ومستشاريه – الذين لا يرى غيرهم – ومليون و700 ألف معلم وموظف وقيادي بمدارس مصر ومديرياتها التعليمية في وادي آخر ..
كل ما يهم الوزير الذي فرض جدار عازل يعزل بينه وبين الواقع أن يردد الجميع : العلبة فيها فيل .. وأنه حدثت قفزة مهولة لتطوير التعليم .. وانه في إطار توجيهات وإهتمام الوزير حدثت المعجزات التي لا وجود لها في مدارسنا ..
لا أحد ينكر أن الوزير وضع تصميم رائع وجذاب لمنظومة تعليم جديدة كما قلنا .. لكن الأهم هو التنفيذ .. التنفيذ جاء على طريقة العبارة الشهيرة لمحمود عبد العزيز في فيلم الكيف : إزاي هغني وشكلك قرفان مني ..
الوزير وضع التصميم الجذاب لتطوير العملية التعليمية .. لكن التنفيذ هنا مسئولية المعلم راس الحربة للتطوير .. والذي ينظر إليه الوزير على أنه معوق للعملية التعليمية أو على الأقل هذا الإحساس هو الذي يشعر به المعلم … الجدار العازل بين الوزير (المستشارين) يتعاملون مع قيادات التعليم بنظرية أن المسئول عن التنفيذ ( الدفاس وأبو دهشوم) .. إذن كيف سيتم تنفيذ التصميم الجذاب الذي وضعه أو إستعاره الوزير .. إزاي هغني وشكلك قرفان مني !!
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. العلبة فيها أن معدل التسرب من التعليم زاد زيادة مطردة تتجاوز مليون و200 ألف طالب معظمهم في مرحلة التعليم الساسي ..
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. العلبة فيها أن طلاب شهادة الثانوية العامة لا يحضر أحد بل إن بعض المدارس ألغت فصول ثالثة ثانوي واستفادت بها في مراحل آخرى ..
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. العلبة فيها فوضى وإرتجال وعشوائية في أولى ثانوي الذي فرضت عليه الثانوية الجديدة التي لم تحدد حتى الآن ولم يقرها البرلمان فبات الأمر فنكوش .. فطلاب أولى ثانوي هذا العام غير معلوم إلى أي ثانوية عامة ينتمون ..
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. العلبة فيها عشوائية وعدم دراسة في تطبيق منظومة التعليم الجديدة على الصف الأول الإبتدائي ورياض الأطفال .. إزاي هغني وشكلك قرفان مني ..
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. نصف طلاب ثالثة إعدادي لا يذهبون للمدارس ويذهبون لسناتر الدروس الخصوصية بعد انتقال وباء الدروس الخصوصية من الثانوي للإعدادي ووصوله إلى رياض الأطفال ..
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. العلبة فيها فساد مترهل في جميع المدارس الخاصة ومافيا وإمبراطوريات .. وكل شيء يحكمه الإكراميات والهدايا والعطايا .. ومدارس الحكومة أصابتها الشيخوخة وأمراض البهاق والترهل الإداري فباتت لا تفعل شيئا سوى الأنشطة ونشر صور الحفلات على فيسبوك …
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. العلبة فيها أن جميع الوظائف القيادية بالتربية والتعليم شاغرة ومشغولة من خلال قائمين بالأعمال غير مؤهلين جاءوا بالحب وبقانون اللي ريحته طلعت في مكان يروح مكان تاني ..
يا معالي الوزير العلبة ليس فيها فيل .. العلبة ليس في أن ينحصر دورك في تشخيص المرض فقد سبق تشخيصه من قبل وزراء كثيرون قبلك ومن قبل الباعة الجائلين وباعة الرصيف المتواجدين أمام الوزارة .. لو سألت الحاجة زينب بائعة الموز أمام الوزارة عن تشخيص أمراض وزارة التربية والتعليم لوجدتها تحفظها عن ظهر قلب … مهمة حضرتك في تحديد العلاج وإقناع المريض بتناوله وليس الوقوف عند وضع العلاج فقط .. إقناع المريض مهم ( إزاي هغني وشكلك قرفان مني) .. مطلوب من حضرتك إزالة الجدار العازل الذي يعزلك عن المنوط بهم تنفيذ منظومة التعليم الجديدة التي إقترحتها ..
افتح صفحة جديدة يا معالي الوزير ومرحلة جديدة … عليك تقييم المرحلة الماضية .. الإخفاقات والنجاحات .. الفشل والإنجازات وليس عيبا المحاسبة والمساءلة والتراجع والإصلاح قبل فوات الأوان .. كفاية تجارب في اولادنا !!