بوابة إخبارية مستقلة | تأسست فى 2012
Search

مظاهرات طلاب أولى ثانوي..سابقة التجهيز والوزارة إكتفت بـ«الفرجة» والحلول الأمنية

بعض الدعوات للتظاهر

هل كانت مظاهرات طلاب أولى ثانوي التي اندلعت أمام وزارة التربية والتعليم وفي بعض المحافظات عشوائية تعبر عن حالة غضب من الطلاب وإعتراض على منظومة التعليم الجديدة .. أم أنها سابقة التجهيز ومخطط لها !!

الإجابة: مظاهرات الطلاب سابقة التجهيز وتمت الدعوة إلى مظاهرات ضد منظومة إمتحانات أولى ثانوي بطريقة علنية على جروبات نشطاء التربية والتعليم وكان مقرر لها يوم الخميس الماضي قبل بدء الإمتحانات التي انطلقت الأحد الماضي 19 مايو .. ويمكن الرجوع إلى جروبات أولياء الأمور والمعلمين وجروبات تمرد على المناهج التعليمية جميعها توثق أن الدعوة للتظاهر كانت قبل إنطلاق الإمتحانات بأسبوع على الأقل …

إذن نزول طلاب في أولى ثانوي في عمر الزهور للشارع لتسجيل إعتراضهم على منظومة الإمتحانات التي يختلط فيها الحابل بالنابل لم يكن وليد صدفة بل سبقته تحذيرات كثيرة وإعتراضات لم تنصت لها وزارة التربية والتعليم وأصرت على أكل السمكة حتى ذيلها ..

حتى لو تم التسليم أن مظاهرات طلاب أولى ثانوي جاءت نتيجة حشد وشحن وتحريض من الدولة العميقة داخل وزارة التربية والتعليم التي ترفض أي تغيير أو تطوير يمس أو يقترب من مصالحها ومناطق نفوذها .. لماذا تم تجاهل الأمر والدعوات التي سبقت خروج الطلبة ولماذا لم تتنازل وزارة التربية والتعليم والوزير ونوابه وتنصت وتستمع للأصوات المحتجة حتى لو كانوا من أصحاب المصالح الخاصة ..

دور الوزير المسئول أو القيادة المسئولة نزع فتيل الأزمة وإطفاء الحرائق وليس « الفرجة» ثم تكييل الإتهامات للآخر والإعتماد على الحلول الأمنية التي جاءت أكثر حكمة من تعامل وتعاطي وزارة التربية والتعليم مع الأزمة ..

الوزير يعلم وله أكثر من تصريح بأن هناك أصحاب مصالح في وزارة التربية والتعليم يسعون لإفشال منظومة التعليم الجديدة ويحاربونه حربا شرسة وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها .. لكن ماذا فعل الوزير إزاء ما أسماهم أصحاب المصالح والدولة العميقة داخل وزارته !!!

الوزير الدكتور طارق شوقي يعتمد على الفرجة من بعيد على ما تفعله الدولة العميقة في وزارته وهؤلاء – أصحاب المصالح إعتمدوا على تصعيد حالة الغضب لدى المعلم وولي الأمر والطالب مستغلين الإخفاقات التي صاحبت منظومة « شوقي» لتغيير منظومة التعليم ..

صحيح أن منظومة « شوقي» لتغيير منظومة التعليم المصري شابها كوارث وخوازيق وإخفاقات لعب عليها أصحاب المصالح ليس لخلع الوزير فقط ولكن للإبقاء على منظومة الفشل في التعليم التي تحقق لهم مصالحهم وتحمي مناطق نفوذهم ..

إذن نحن أمام معادلة صعبة … لدينا منظومة تعليم فاشلة ينخر فيها الفساد منذ عقود .. ولدينا وزير لديه خطة لتغيير منظومة التعليم الفاشلة التي ينخر فيها الفساد … خطة الوزير طارق شوقي جذابة من حيث الشكل والمضمون ولا يختلف إثنان على ضرورة نسف منظومة التعليم الفاشلة التي يتمسك بها أصحاب المصالح لكن خطة الوزير بها ثقوب كثيرة أفشلتها …

المطلوب حلول عملية لتصحيح خطة «شوقي» لتغيير منظومة تعليم «بطن الزير» وأصحاب المصالح ونسفها … سواء كان ذلك بتقديم خطاب شكر للوزير طارق شوقي وتعيين وزير يستطيع التغيير ولديه مرجعية متكاملة من أين يبدأ وإلى أين سينتهي وكيف سيتعامل مع دولة عميقة وأصحاب مصالح يديرون الوزارة لصالحهم … أو بأن يصحح الوزير طارق شوقي خطته ويتعاطى مع الواقع ويستمع لأصحاب الرأي والحكمة والخبراء والإستغناء عن جميع مستشاريه ومساعديه ونوابه نهائيا لأن التجربة أثبتت أنهم لا يختلفون عن أصحاب المصالح في الوزارة وأن يستعين بأصحاب الخبرات والعلماء بعيدا عن المطبلاتية ونجوم اللايكات على حسابه على فيسبوك فهؤلاء وظيفتهم التطبيل لأي وزير أو غفير يحقق مصالحهم .. لإعادة النظر وتفادي الكوارث التي تضمنتها خطة تطوير التعليم الجديدة .. والله الموفق ..