نجحت منظومة التعليم الجديدة التي أقرها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم على طلاب أولى وثانية ثانوي إعتبار من العام الدراسي الماضي في إنهاء مافيا أباطرة الدروس الخصوصية … ورغم الإنتقادات الحادة التي توجه للمنظومة لكن الشيء الإيجابي الذي أقرته منظومة التعليم الثانوي الجديدة هو أنها عملت «delete» للفساد الذي توحش في المجتمع وهو الدروس الخصوصية لأنها أصبحت بلا قيمة ولا عائد لها على الطالب بعد التحول الذي فرضته منظومة الإمتحان الجديدة بأن الإمتحان من المنهج وليس من المقرر فقط !!
منظومة الإمتحانات الجديدة التي فرضها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم إقتلعت مافيا الدروس الخصوصية من الجذور لأن منظومة الإمتحانات الجديدة تقيس مهارات ومعارف ونواتج تعلم لا تقتصر على الكتاب المدرسي ولكنها متنوعة المصادر وتعتمد على بحث الطالب في بنك المعرفة والمكتبات ومهاراته وقدرته على الإبداع وهو الواقع الجديد الذي فرضته المنظومة الجديدة والذي يخرج عن نطاق سناتر الدروس الخصوصية ويهزمها بالقاضية …
وبعيدا عن حروب الجيل الخامس التي تخوضها مافيا الدروس الخصوصية ضد منظومة الوزير الجديدة للتعليم للدفاع عن مصالحها والتحريض ضد أي تطوير أو تغيير في منظومة التعليم يتعارض مع مصالحها فقد أثبتت التجربة :
أن منظومة التعليم الجديدة التي تم تطبيقها على طلاب أولى ثانوي – مع الأخذ في الإعتبار أنها في طور التجريب ولم تكتمل – نجحت في تحقيق «معجزة» فشلت في تحقيقها كل المحاولات السابقة والوزراء السابقين وهي: إنهاء كابوس الدروس الخصوصية التي حولت العملية التعليمية إلى سبوبة وتجارة هدفها جباية الأموال دون تعليم حقيقي أو تعلم وهذه حقيقة يستطيع أي ولي أمر الوصول إليها لو سأل إبنه أو إبنته : هلى ترى أي ضرورة للدروس الخصوصية مع منظومة الإمتحانات الجديدة .. وعندها ستكون الإجابة التي يتداولها جميع طلاب أولى وثانية ثانوي: لا سناتر بعد اليوم ولا دروس خصوصية .. لأننا مش عارفين الإمتحان بييجي منين …
مش عارفين الإمتحان بييجي منين … هذه نقطة البداية الحقيقية لمنظومة تعليم ترتقي بإسم مصر وتعيدها إلى منارة العالم الحقيقية في التعليم … المنظومة الجديدة وضعت الإطار النظري لشكل العملية التعليمية الجديدة التي تقوم على الفهم والتعلم والإبداع والإبتكار والتحليق في دائرة المعارف دون التقيد بكتاب مدرسي يحفظه الطالب وتحوله مافيا الدروس الخصوصية إلى سلعة يتم بيعها وبيع الإمتحان للطلاب آخر العام …
سبب الهجوم على المنظومة الجديدة في الثانوي هو عدم تحديد إطار للمنهج الذي يدرسه طلاب الثانوي .. عدم وجود إطار محدد لكل مادة يبحث فيه الطالب وينقب عن المعارف والإبداع .. منظومة الإمتحانات الجديدة في أولى وثانية ثانوي واجهت كل هذا السخط والغضب لأن الطالب أدى إمتحان في معارف لم يدرسها ولا يعلم عنها شيئا … تركنا الطالب يدرس على قديمه : مقرر ومنهج محدد ثم فوجيء الطالب بأنه يؤدي الإمتحان في معارف وعلوم ومهارات لا يعلم عنها شيئا …
الحل: وضع إطار نظري ومعرفي محدد لكل مادة يدرسها الطالب .. هذا الإطار المحدد سيضع النقاط على الحروف أمام الطالب ويجعله يتحرك ويبحث في العلوم والمعارف المستهدفة والتي لن يخرج عنها الإمتحان … وهنا ستبرز ملكات الإبداع عند الطلاب وعندها يمكن قياس نواتج التعلم وفقا لإطار علمي سليم … لكن من غير المقبول ترك الباب على مصراعيه دون إطار محدد …
إعداد تدريبات جيدة للمعلم وتفعيل دور الأكاديمية المهنية للمعلم وإعتبار هذه الأكاديمية جامعة للمعلمين تعمل طوال العام وتوفر تدريبات وافية للمعلمين من حيث الوقت والعلوم ونوعية الأساتذة المحاضرين وإمتحانات حقيقية للمعلم ويكون اجتيازها شرط لإستمراره بما يتوافق والمنظومة الجديدة بعيد عن دورات الفنكوش والدورات المسلوقة التي يتم تنظيمها لمنح شهادات للمعلمين وإلتقاط صور السلفي في الأكاديمية أو مع نائب الوزير … المطلوب تدريبات فاعلة وممتدة ودورية كل عام للمعلمين وعمل «update» لمعارف المعلمين وطرق التدريس والتعامل مع المنظومة الجديدة …بعيدا عن شهادات الـ icdsl» المضروبة وشهادات التويفل التي تباع على الأرصفة إن كنا نبحث عن نهضة تعليمية حقيقية ..