مع نهاية شهر يونيو حققت مؤشرات الأسهم الأمريكية أفضل أداء فصلي منذ أكثر من 20 عام، عاكسة أسرع انخفاض في تاريخ الأسهم العالمية الذي سجله في الربع الأول بنسبة 30%، مدفوعة بعودة فتح الاقتصادات والآمال المتزايدة بالتعافي السريع للاقتصادات الكبرى، بالإضافة إلى الإجراءات التحفيزية المالية والنقدية الواسعة التي اتبعتها البنوك المركزية والحكومات، بعد أن تسببت جائحة فيروس كورونا في توقف الأعمال في جميع أنحاء العالم واجراءات الإغلاق.
قبل ثلاثة أشهر فقط كانت نهاية السوق الصاعد وأطول فترة توسع اقتصادي على الإطلاق، حيث خسرت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية قرابة 35% من قيمتها في أقل من ستة أسابيع، الأمر الذي أصاب المستثمرين بالإحباط ولكن في فترة قصيرة تمكنت الأسواق المالية من الانتعاش بنفس القدر تقريبًا.
دعم هذا الارتفاع السريع الحزم التحفيزية غير المسبوقة التي أقرها البنك الاحتياطي الفيدرالي والكونغرس الأمريكي التي بلغت قيمتها نحو 1.6 تريليون دولار، وبالرغم من انتعاش الأسواق المالية إلا أن هناك فرق بينه وبين الانتعاش الاقتصادي …
لا يعتبر الانتعاش السريع في أسواق تداول الأسهم تحسن اقتصادي، لكنه اشارة جيدة على احتمالية تعافي اقتصادي في وقت قريب، وسوف تتضح الكثير من الأمور التي تتعلق بالاقتصاد العالمي في النصف الثاني من هذا العام.
مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لا يزال منخفضًا عن مستويات بداية العام
أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تعاملات الربع الثاني مرتفعًا بنحو 20% مسجلًا أكبر ارتفاع فصلي منذ الربع الرابع من عام 1998، وحقق مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب فصلية بنحو 18% مسجلًا أفضل أداء فصلي منذ عام 1987، فيما كان مؤشر ناسداك الأفضل أداء حيث ارتفع بنسبة 31% مدفوعًا بمكاسب شركات التكنولوجيا الكبرى التي استفادت من التحول الرقمي والعمل في المنزل ووسائل التواصل الاجتماعي وتخزين البيانات والتسوق عبر الإنترنت.
وعلى الرغم من تلك المكاسب الحادة إلا أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لا يزال متراجعًا بنحو 4.04% في النصف الأول من هذا العام، وخسر مؤشر داو جونز في النصف الأول نحو 9.55%، في حين حقق مؤشر ناسداك مكاسب نصف سنوية بنحو 12.11%.
يري محللون أن الرؤية المستقبلية لأسواق الأسهم العالمية في النصف الثاني من العام لا تزال مشوشة، خاصة مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري في شهر نوفمبر المقبل حيث يتوقع الخبراء أن تشهد الكثير من المفاجآت.
توقعات بتقلبات الأسواق
على مدار تعاملات شهر يونيو الماضي تباطأ ارتفاع السوق،بسبب تراجع معنويات المستثمرين بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في بعض أجزاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاضطرابات والاحتجاجات التي أثارها مقتل «جورج فلويد» على يد الشرطة.
وقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500مكاسب كبيرة خلال شهري أبريل ومايو التي كانت الأكبر من نوعها منذ عام 2009،بينما ارتفع مؤشر بنسبة 1.8% فقط في يونيو، ومن المحتمل أن تظل الأسهم عالقة في نطاق تداول ضيق نسبيًا حتى نهاية العام ما لم يكن هناك تقدم كبير في علاج لفيروس كورونا.
تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية من الأشياء المؤثرة بقوة على الأسواق في النصف الثاني من عام 2020، حيث تراجع الرئيس ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة وانخفض بنسبة تصل إلى 14%.
ومن جهة أخرى، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في الأشهر الأخيرة بشأن قوانين الأمن القومي في هونج كونج والصفقة التجارية الهشة بين الطرفين، الأمر الذي يزيد من عدم اليقين حول سلاسل التوريد، كما أن لهجة الاتهامات المرتفعة حيال فيروس كورونا والسباق لتطوير لقاح يخلق توترات متزايدة.