دبي: وكالات
الشيخة لطيفة بنت حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم هي واحدة من 25 من أبناء وبنات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة … عادت فصتها للظهور مرة آخرى بعد سنوات من إحباط محاولة هروبها سرا على يخت خارج الإمارات العربية طالبة اللجوء السياسي …
كانت محاولة هروب الشيخة لطيفة مع صديقتها تينا جاوهانين في شباط / فبراير 2018، وكانتا قد قررتا المضي قدما في خطة محفوفة بالمخاطر لإخراج لطيفة من دبي من أجل أن تتمكن من بدء حياة جديدة في الخارج … وقالت الشيخة لطيفة في شريط مصور سجلته قبل هروبها : لا يُسمح لي بقيادة السيارة، ولا يُسمح لي بالسفر أو مغادرة دبي بالمرة ..
تم منع الشيخة لطيفة من استخدام جواز سفرها، وكانت تخضع للمراقبة، ولذلك قررت الهرب مع صديقتها تينا من دبي والتوجه إلى الساحل العماني وقد استغرق توجههما إلى المياه الدولية وقتا طويلا حيث استقلتا زورقا وزلاجات نفاثة ولكن، بحلول المساء، تمكنتا من الوصول إلى اليخت الذي كان من المفروض أن يوصلهما إلى الحرية .. إلى الولايات المتحدة حيث يمكن للطيفة أن تطلب حق اللجوء السياسي ..
بعد ثمانية أيام، وعندما كانتا تقتربان من السواحل الهندية، تم إحباط خطة الهروب بشكل مروع فقد صعد رجال مسلحون إلى ظهر اليخت واختبأت الصديقتان في مرحاض ولكن المسلحين استخدموا قنابل الغاز لإجبارهما على الصعود إلى ظهر اليخت …
وقالت تينا كانت لطيفة تصرخ وتركل، وكانت تقول لا تعيدونني إلى دولة الإمارات اقتلوني هنا وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي شاهدت فيها صديقتها .. وتقول الشيخة لطيفة عن واقعة إعادتها من السواحل الهندية وإحباط هروبها .. تم تخديري وإعادتي جوا إلى دبي ..
أعيدت تينا صديقة الشيخة لطيفة إلى دولة الإمارات بمعية طاقم اليخت الآخرين، حيث احتجزت مدة أسبوعين بعد ذلك، بدأت في رواية قصتها للإعلام الدولي وأسست حملة حرروا لطيفة ورفعت قضيتها إلى الأمم المتحدة … ولكن مع مرور الأشهر، لم تسمع أي شيء من لطيفة ..
وفي تسجيلات حديثة تظهر الشيخة لطيفة التي بلغ عمرها الآن 35 عاما، وهي تختبئ في زاوية في حمامها الخاص، وهي تتحدث بصوت خافت قائلة: أسجل هذا الفيديو من الحمام، لأن هذه هي الغرفة الوحيدة التي أتمكن من اغلاقها أنا رهينة، ولست حرة. أنا محتجزة في هذا السجن، وحياتي ليست في يديّ .. وكانت لطيفة، التي بدت شاحبة ومنتفخة، قد قضت سنوات ثلاث تحت الاحتجاز دون التمكن من رؤية ضوء الشمس ..
وقالت: أنا موجودة في فيلا، ولكن هذه الفيلا تحوّلت إلى سجن. فكل الشبابيك مغلقة، وهناك خمسة من رجال الشرطة في الخارج واثنتان من الشرطيات يوجدان داخل الفيلا. لا أتمكن حتى من الخروج لاستنشاق الهواء الطلق .. وتقول: أشعر كل يوم بالقلق والخوف على حياتي وسلامتي .. لست متأكدة من تمكني من الخروج من هذا الموقف .. هددتني الشرطة بأني قد أسجن طيلة حياتي ولن أشاهد أشعة الشمس أبدا .. ولذا فلست في أمان هنا ..
بعد أن واجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هرب واحدة من زوجاته واثنتين من بناته، شرع في رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في بريطانيا يطالب فيها بإعادة ابنتيه إلى دبي. ولكنه لم يكن يعلم بما يخفي القضاء له .. ففي شهر آذار / مارس 2020، كشف قرار أصدرته المحكمة العليا عن تفاصيل أخرى حول معاملته لبناته الكبريات. فقبل 18 سنة، كانت ابنته الثانية، واسمها شمسة، قد اختطفت في بريطانيا وأعيدت قسرا إلى دبي، وهي سجينة هناك منذ ذلك الحين وكشف قرار المحكمة التفاصيل كاملة للمرة الأولى للكيفية التي تمكن فيها عملاء الشيخ محمد من تعقب شمسة إلى مسكنها في بلدة كمبريج وأعادوها إلى دبي ..
كما توصل قاضي المحكمة العليا إلى أن الأميرة هيا الحسين إحدى زوجات حاكم دبي تعرضت للتهديد، وأن الشيخة لطيفة قد اختطفت وسجنت، وأن الشيخ محمد لم يتعامل بأمانة وصدق مع المحكمة ..