بوابة إخبارية مستقلة | تأسست فى 2012
Search

تصريحات شيخ الأزهر عن التراث الفقهي تفتح النقاش حول تجديد الخطاب الديني

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر


دعا شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب إلى عدم ‏تقديس التراث الفقهي، أو مساواته بالشريعة .. جاءت تصريحات شيخ الأزهر خلال البرنامج الرمضاني « الإمام الطيب» الذي يذاع على عدد من القنوات الفضائية والمنصات الرقمية.

وأدلى الشيخ بسلسلة تصريحات فتحت النقاش مجددا حول مفهوم تجديد الخطاب الديني .. في الحلقة الـ18 من برنامجه، قال الطيب: الدعوة لتقديس التراث الفقهي، ومساواته في ذلك بالشريعة تؤدي إلى جمود الفقه الإسلامي المعاصر، نتيجة تمسك البعض بالتقيد الحرفي بما ورد من فتاوى أو أحكام فقهية قديمة كانت تمثل تجديدا ومواكبة لقضاياها في عصرها ..

وتطرق الشيخ في الحلقة 19 إلى عقبات التجديد ونبه ما سماها بالفتاوى العتيقة أو من الترويج للفتاوى الماجنة .. وقد أثنى البعض على تصريحات شيخ الأزهر باعتبارها تحمل نوعا من أنواع التغيير والمراجعة.

في حين اعترض آخرون على تلك التصريحات واعتبروا أن شيخ الأزهر انقلب على مواقفه السابقة التي أبدى فيها استماتة في الدفاع عن المدرسة الأشعرية و نصوص التراث .. في حين رأى البعض ما يتردد حول رفض الأزهر للتجديد ويشير هؤلاء إلى أن الأزهر يتبنى فكرة التجديد انطلاقا من نصوص الدين وطبيعة الشريعة .

واستدل آخرون بالمناظرة التي دارت العام الماضي بين الطيب ورئيس جامعة القاهرة محمد الخشت حول تجديد الخطاب الديني خلال مؤتمر عالمي نظمه الأزهر وموضوعه التجديد في الفكر الإسلامي حينما أشار الخشت، إلى أن التجديد الذي ينشده لا يمكن أن يأتي عن طريق المؤسسات الدينية التقليدية.

كما انتقد المحاولات لإحياء علوم الدين مطالبا بضرورة تطويرها وتفكيك البنية العقلية التي تروج للخطاب الديني التقليدي لتأسيس خطاب جديد يتماشى مع مقتضيات العصر .. وردا على ذلك، أكد شيخ الأزهر آنذاك على أهمية التراث الذي خلق أمّة كاملة، منبها إلى أن الفتنة الحالية سياسية وليست تراثية.

وربط البعض بين تصريحات شيخ الأزهرة وتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة على قناة روتانا، قائلا: إن تفسير الإسلام في بلاده لم يعد مقتصرا على تعاليم الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

وتابع بأن السعودية ملتزمة بتطبيق نصوص القرآن والأحاديث المتواترة واستفاض في الحديث عن النصوص الشرعية والقوانين، مشيرا إلى أن الحكومة تنظر لأحاديث الآحاد حسب صحتها وضعفها ووضعها.

والحديث المتواتر هو المروي عن عدد كبير من الرواة، أما حديث الآحاد فهو غير المؤكد الذي لم يجمع شروط الحديث المتواتر .. وهناك من نظر إلى تصريحات الأمير السعودي، على أنها دعوة للتخلي عن نصوص التراث .. ويرى آخرين أن مضمون كلام بن سلمان جاء متناغما مع دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني.