بوابة إخبارية مستقلة | تأسست فى 2012
Search

الرابحون والخاسرون من منظومة شوقي الجديدة في التربية والتعليم

طارق شوقي


ما تزال أصابع عصابة بطن الزير من الحرس القديم في وزارة التربية والتعليم ونتوءاتها تسعى لإفشال منظومة التعليم الجديدة وإسقاط وزير المنظومة الجديدة طارق شوقي والعودة إلى منظومة أصحاب المصالح والدولة العميقة التي كانت تسيطر على مفاصل العملية التعليمية لعقود وتتربح منها قبل أن يدهسها قطار منظومة شوقي ويحولها لأشلاء وتخرج «مذعورة» من المنظومة الجديدة ..

عصابة بطن الزير أو الدولة العميقة في وزارة التربية والتعليم منذ تعيين طارق شوقي وزيرا للتربية والتعليم في 2017 وإعلانه عن منظومة جديدة للتعليم وبدء تطبيقها في 2018 يتصرفون كالذي يتخبطه «الشيطان» من المس يضعون العراقيل أمام المنظومة الجديدة ليس لشيء إلا لأنها تتعارض مع مصالحهم ومناطق النفوذ الخاصة بهم ..

كثيرون ربحوا من منظومة طارق شوقي الجديدة في التربية والتعليم وأكثر خسروا من المنظومة الجديدة .. الرابحون من منظومة طارق شوقي هم من تعايشوا معها وتفهموها وتلقفوها لأنهم مؤمنين بالتطوير الذي يبدأ من الذات والتحول الرقمي والمصادر المفتوحة في زمن الرقمنة والتحولات التكنولوجية والميكرو رقمية التي تجتاح العالم .. هؤلاء انسجموا وانخرطوا في المنظومة الجديدة التي حتما سوف ترقي نفسها وتصطاد زبونها وتتباع شعبي ..

الخاسرون من منظومة «شوقي» الجديدة في التعليم أكثر .. وهم أصحاب المصالح والمتربحون من العملية التعليمية الذين اختلفوا مع منظومة شوقي وسيختلفون مع أي منظومة طالما تتعارض مع السبوبة بتاعتهم .. وهؤلاء هرم كبير في الوزارة يبدأ من القطط السمان وأبطال سبوبة المدارس الدولية والتأشيرات ومدارس النيل والمدارس الخاصة والمدارس الحكومية اللي بمصروفات وقطاع الكتب «الله يرحمه» وعصابة شاومينج بيغشش وينجح ويرفع مجموع طلاب ثانوية عامة وأبناؤنا في الخارج والمحظوظين في الداخل .. إنتهاء بأبطال بيع الملازم والملخصات وبيع الامتحانات والنتائج مسبوقة الدفع في المدارس وفساد يمشي على قدمين في جميع مدارس المحروسة ..

طيب هو الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الذي يستحق لقب «تعلب التعليم» المصري عمل إيه عشان يفكك الشبكة العنكبوتية للفساد الذي يعشش في وزارة التربية والتعليم .. الإجابة: جاب جلطة للحرس القديم من أصحاب المصالح والدولة العميقة .. إزاي حضرتك ؟ .. أبسطهالك:

الوزير أقنع الطالب بأن الدروس الخصوصية والجري وراء ملخصات المستر ومراجعة ليلة الإمتحان و«برشامة» قاهر الفيزياء وأسطورة التاريخ وغيرهم مضيعة للوقت والفلوس ولن تفيده في المنظومة الجديدة على الإطلاق .. إزاي حضرتك؟ .. شوف يا سيدي:

المنظومة الجديدة أوجدت أكثر من بديل لمدرس السناتر ومراجعات ليلة الامتحان وملخصات المستر اللي بيعملها من يوم ما اتعين .. أصبحت العملية التعليمية تعتمد على مصادر التعلم والمعرفة المفتوحة وأصبح الكتاب المدرسي أحد هذه المصادر بعد أن كان المصدر الوحيد للطالب .. منصات تعليمية أونلاين .. بنك معرفة عليه الملايين من أمهات الكتب والمراجع .. قنوات تعليمية .. الثقافة العامة ..

لم يعد الإمتحان كالسابق يقيس مدي حفظ الطالب للكتاب المدرسي وملخصات ليلة الامتحان .. بل أصبح الإمتحان يقيس ما تعلمه الطالب وما استفاده من المعرفة العامة .. بثورة أدق الآن الإمتحان يقيس ثقافة الطالب بالمعنى الشامل ولا يقيس حفظ الطالب للكتاب والملخصات .. خرجنا من التعليم للتعلم والطالب المثقف ..

ثقافة التعليم الجديدة تركز على أن يكون لدينا طالب مثقف وهو المطلوب والمنشود من العملية التعليمية منذ زمن سحيق .. لم توجد المدارس لتخريج أجيال تحفظ أسباب الحملة الفرنسية على مصر دون إدراك أو تفسير عملي للتغييرات التي واكبت ونتجت وأثرت في المجتمع من وجود الحملة الفرنسية .. لم توجد المدارس لتخريج أجيال تحفظ عن ظهر قلب معادلات يد2 كب 4 دون أن يكون لدينا علماء يحولون يد2 كب4 إلى واقع يفيد المجتمع ويرفع شأن الدولة ..

الوزير الدكتور طارق شوقي إجتهد ونجح في تغيير ثقافة التعليم من مناهج عقيمة إلى شكل معرفي جديد يهدف إلى تخريج جيل مثقف بالمعارف والعلوم بدلا من الأجيال التي توقف بها قطار التعليم عند أسباب الحملة الفرنسية ويد2 كب 4 .. وهذا هو كل شيء والمطلوب من الوزير: إحداث التغيير .. الباقي:

مسئولية المعلم والخبير التربوي والعلماء وأساتذة الجامعات وولي الأمر ومؤسسات الدولة بأن يكون لديها رؤية مستقبلية وواقعية لمضمون تعليمي يعيد مصر إلى الريادة العالمية عندما كان يقصدها الدارسون والباحثون من كل دول العالم ..

دعونا نختلف مع وزير التربية والتعليم «اللي بيغزل برجل نملة» حتى نتفق .. ولا نختلف حتى نهدم ما تحقق من تغيير وتعود المنظومة للدولة العميقة ومافيا سناتر الدروس الخصوصية وبيع الإمتحانات والنتائج مسبوقة الدفع وشاومينج بيبيع الامتحانات والنتائج معا .. دعونا نحتلف مع الوزير على أنه يجب تطوير المضمون في العملية التعليمية ليصل لمرحلة النضج الذي يتخرج معه طالب مثقف لديه إنتماء كامل لبلده وقادر على أن يضيف لبلده .. لا أن نختلف معه من أجل أن تعود السيارة للخلف والسوق السوداء للتعليم ..