
أوليفر كرومويل
في مثل هذا الوقت من عام 1599 وُلد أوليفر كرومويل في هانتينغدون بهانتينغدونشاير، في إنجلتر، وتوفي في 3 سبتمبر/ أيلول من عام 1658في العاصمة البريطانية لندن .. وتقول عنه دائرة المعارف البريطانية إنه كان عسكريا ورجل دولة إنجليزي، قاد القوات البرلمانية في الحرب الأهلية الإنجليزية، وكان اللورد الحامي لانجلترا واسكتلندا وأيرلندا في الفترة بين عامي 1653و1658.
وقد ساعد كرومويل بصفته أحد الجنرالات في الجانب البرلماني في الحرب الأهلية الإنجليزية ضد الملك تشارلز الأول، في الإطاحة بملكية أسرة ستيوارت، وبصفته اللورد الحامي رفع مكانة بلاده مرة أخرى إلى منزلة دولة أوروبية رائدة بعد التدهور الذي مرت به منذ وفاة الملكة إليزابيث الأولى.
كان رجلا يتمتع بمواهب مميزة وشخصية قوية، وكان أحد أبرز الحكام في تاريخ أوروبا الحديث. وعلى الرغم من قناعاته الكالفينية إلا أنه كان يؤمن بشدة بقيم التسامح الديني. وذلك بحسب دائرة المعارف البريطانية .. أوليفر كرومويل هو الابن الوحيد لروبرت وإليزابيث كرومويل كان والده عضوا في أحد برلمانات الملكة إليزابيث، وباعتباره من ملاك الأراضي، كان نشطا في الشؤون المحلية وقد توفي روبرت كرومويل عندما كان ابنه يبلغ من العمر 18 عاما، لكن أرملته عاشت حتى سن 89 عاما.
ذهب أوليفر إلى مدرسة محلية ثم التحق بكلية سيدني ساسكس في كامبريدج لمدة عام. بعد وفاة والده، غادر كامبريدج لرعاية أمه وشقيقاته، لكن يُعتقد أنه درس لبعض الوقت في لينكولن إن في لندن حيث اعتاد السادة الريفيون على اكتساب القليل من دراسة القانون في أغسطس/ آب من عام 1620 تزوج إليزابيث، ابنة السير جيمس بورشير، التاجر اللندني، وقد أنجبا 5 أبناء و4 بنات.
كان كرومويل ينحدر بشكل غير مباشر من ناحية والده من توماس كرومويل رئيس وزراء هنري الثامن الذي ساعد جد أوليفر في الحصول على مساحات كبيرة من الأراضي الرهبانية السابقة في هانتينغدون وفينس. وكان أوليفر قد ورث قدرا من الأملاك ونشأ بالقرب من جده، الذي كان يستضيف بانتظام حفلة صيد الملك وكان من شأن تعليمه أن يمنحه إيمانا بروتستانتيا إنجيليا قويا، وإحساسا قويا بوجود الرب في الشؤون الإنسانية.
وكان كرومويل في شبابه، مثل والده، مدركا تماما لمسؤولياته تجاه أقرانه، وكان مهتما بالشؤون المحلية في منطقته، لكنه كان أيضا ضحية صراع روحي ونفسي أربك عقله حتى بلغ الثلاثين من عمره. فيما بعد وصف لابن عمه كيف خرج من الظلام إلى النور.
في الثلاثينيات من عمره باع كرومويل أرضه وأصبح مستأجرا في ملكية هنري لورانس في سانت آيفز في كامبريدجشاير . وكان لورانس يخطط في ذلك الوقت للهجرة إلى نيو إنجلاند، وكان من شبه المؤكد أن كرومويل كان يخطط لمرافقته، لكن ذلك لم يحدث.
لا يوجد دليل على أن كرومويل كان نشطا في معارضة سياسات تشارلز الأول المالية والاجتماعية، لكنه كان بالتأكيد بارزا في المخططات لحماية المبشرين المحليين في إيست أنجليا من السياسات الدينية للملك ورئيس الأساقفة وليام لاود، وكانت لديه روابط قوية مع مجموعات بيوريتانية في لندن وإسيكس، وهناك بعض الأدلة على أنه حضر، وربما كان يعظ في دير تحت الأرض.
توفي أوليفر كرومويل في عام 1658، وحل محله ابنه ريتشارد كرومويل بصفته اللورد الحامي . وكان الجيش قلقا بشأن افتقار ريتشارد إلى الخبرة العسكرية حيث اعتقد قادته أن ريتشارد لا يمكنه أن يحكم بشكل فعال. وقد رفض البرلمان الاستماع إلى مطالب الجيش بالإصلاحات وفي عام 1660، وتحسبا لتحرك من قبل من الجيش، استقال ريتشارد كرومويل من منصبه “اللورد الحامي”. وتمت دعوة تشارلز الثاني ابن تشارلز الأول، للعودة من هولندا ليتوج ملكا.
وهكذا تمت استعادة النظام الملكي بعد 11 عاما من الجمهورية .. كان عهد تشارلز الثاني مختلفا تماما عن عهد كرومويل حيث سمح بإعادة فتح المسارح وكان من محبي الموسيقى والفنون وتم تخفيف القواعد الأخلاقية الصارمة، وحظيت المسرحيات الكوميدية بشعبية لدى الجمهور الذي رحب بفرصة الاستمتاع بالمسرح مرة أخرى.
وفي عام 1661، بعد 3 سنوات من وفاة كرومويل، أمر تشارلز الثاني وبرلمانه الجديد بإخراج جسده من قبره في وستمنستر أبي حيث تمت محاكمته وإعدامه وتم تعليق جثة كرومويل على عمود، وتم عرضه بعد ذلك في قاعة وستمنستر وقد تم الإعدام في الذكرى الثانية عشرة لليوم الذي أُعدم فيه تشارلز الأول.
وفي عام 1899، تم نصب تمثال لكرومويل خارج البرلمان ولا يزال كرومويل شخصية مثيرة للانقسام حتى اليوم فأفعاله في إيرلندا، جنبا إلى جنب مع تعليقاته العدوانية العديدة حول الكاثوليك لا تكسبه شعبية كبيرة بين كثير من الناس، لا سيما في المجتمعات الكاثوليكية.